سويسرا تخفض أسعار الفائدة في خطوة مفاجئة.. مخالفة الاتجاه العالمي!
في خطوة أحدثت صدمة في الأسواق المالية العالمية، أصبح البنك الوطني السويسري (SNB) أول اقتصاد رئيسي يخفض أسعار الفائدة في عام 2024 من بين الاقتصادات العالمية.
ويتناقض هذا القرار غير المتوقع بشكل صارخ مع تصرفات البنوك المركزية الأخرى، التي لا يزال الكثير منها يركز على الاقتصاد ومكافحة التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة.
تراجع التضخم في سويسرا وخفض أسعار الفائدة
يعتمد قرار البنك المركزي السويسري على ملاحظة رئيسية، ألا وهي انخفاض معدل التضخم السويسري إلى أقل من 2%، وهو المستوى الذي يعتبره البنك مؤشرا على استقرار الأسعار.
علاوة على ذلك، تشير توقعاتهم إلى أنه من المرجح أن يظل التضخم منخفضًا في المستقبل المنظور.
سويسرا ترسم مسارها الخاص
وهذا التخفيض في أسعار الفائدة يضع سويسرا على خلاف مع اللاعبين الرئيسيين مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي اختار مؤخرا الحفاظ على أسعار الفائدة المرتفعة.
وبينما يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي التحول إلى خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، فإن النهج الاستباقي للبنك المركزي السويسري يشير إلى ثقته في مسار التضخم السويسري.
البنك المركزي الأوروبي ينتظر ويراقب التضخم
يسير البنك المركزي الأوروبي (ECB) على مسار حذر، وبينما ألمح الرئيس لاجارد إلى إمكانية خفض سعر الفائدة في يونيو، فإن البنك المركزي الأوروبي ينتظر تحديث التوقعات الاقتصادية لتعزيز اتجاه سياسته.
ترويض الفرنك القوي.. دافع محتمل؟
ويشير الخبراء الماليون مثل عبد العزيز النعيم إلى أن قرار البنك المركزي السويسري قد يكون مدفوعًا جزئيًا بالمخاوف المحيطة بقوة الفرنك السويسري.
يمكن للفرنك القوي أن يعيق الصادرات، التي تعتبر حيوية للاقتصاد السويسري، ومن خلال خفض أسعار الفائدة، من المحتمل أن يهدف البنك المركزي السويسري إلى إضعاف الفرنك وتعزيز القدرة التنافسية للصادرات.
يقدم المشهد الاقتصادي العالمي صورة معقدة، وفي حين أن العديد من البنوك المركزية لا تزال تركز على السيطرة على التضخم، فإن التخفيض المفاجئ لسعر الفائدة في سويسرا يسلط الضوء على التحديات المتنوعة وأساليب السياسة داخل النظام المالي الدولي.
طالع أيضاً: بنك الاحتياطي الفيدرالي يحافظ على ثباته.. وتخفيض محتمل في المستقبل!