في اليوم العالمي للمرأة “نساء منسيات”
في اليوم العالمي للمرأة نسلط الضوء على المرأة الغير مشهورة، والغير معروفة على الساحة.
ليس لها دور في تنمية ونشر الثقافة، ولم تكن بطلة رياضية، وليست امرأة عاملة في الحكومات.
لم تكن من الشهيرات، ولا حتى المعروفات على أي ساحة من الساحات، التي نشاهدها كل يوم على الشاشات.
لكن يعرفها رب السموات، يعرفها من شاهد البطولات وحسها وعاشها وعرفها، وتابع تطوراتها على ارض الواقع لحظة بلحظة.
إنها الأم: أمي وأمك وكل أم صاحبة رسالة قامت بتأديتها على الفطرة، دونما تحصل اي الشهادات العلمية.
لم تجد مدونين يكتبون عنها صفحات من التاريخ ويوثقون أعمالها المجيدة، ويكتبون قصائدهم في مدح خصالها الحميدة المتوهجة.
لم تخرج إلى جبهة القتال، ولم تكن قيادية في مجال العمل الشعبي والوطني.
إنها أخلصت لزوجها، وتحملت الصعاب معه من اجل تعليم أولادهما، وحافظت على أسرتها وكيانها.
كل أم تحملت الظروف الصعبة ومتاعب الحياة، ولم تشكو الام ولم تذهب للطبيب لعدم مقدرتها على ثمن العلاج.
إلى من سهرت برغم إنها لا تجيد القراءة والكتابة بجانب ابنها الذي يذاكر دروسه.
لمن هيأت لأولادها مناخ هادئ ليحققوا أحلامهم، ووجهتهم بقلبها وان لم تكن تجيد تجميل الكلمات.
الأم التي ذهبت إلي الحقل خلف زوجها في مزرعته تحمل له الزاد والزواد، لتسانده وتساعده في ما يقوم به.
ومن سطرت بدموعها حينما مرض طفلها أعظم القصائد والمقالات، حتي يعود مرة اخرى للحياة.
تلك التي عاشت طوال حياتها لم تذهب إلي السينما في الشتاء ولا إلي البحر في الصيف.
ربما تكون قد افترشت الأرض طول العمر فعندما ماتت لم يكن التراب مفاجأة لها.
الأم التي شربت من الترع وأكلت من حشائش الأرض وربطت بطنها من الجوع.
وفي موعد الحصاد شدت حزامها على ظهرها وراحت تجمع قوت الأبناء الصغار.
مشاهد وصور مرسومة في أذهان العظماء عن الأمهات، فليس كل عظيم نشأ في قصر كبير.
وكان في فمه ملعقة من ذهب، فخلف معظم المشاهير قصة معاناة.
يجب أن نحكي عن هؤلاء، ونفرد المساحات لنحكي سيرة البطولات، تلك البطولات التي صنعت الأمجاد.
لم تسجلها صفحات التاريخ لكن وثقتها ضلوعنا المحفور فيها صبر هؤلاء.
سلام على المرأة العربية المكافحة، والتي تكافح وتداوم الكفاح من اجل أن تعيش أسرتها في استقرار.
دعوة للحديث عن دور تلك الأمهات في صناعة الشخصيات، للجنديات المجهولات ابعث كل التحيات.