اضطرابات البحر الأحمر تلقي بظلالها على التجارة العالمية و “تيسكو” تحذر من ارتفاع الأسعار!
ودقت شركة تيسكو، عملاق السوبر ماركت البريطاني، ناقوس الخطر بشأن ارتفاع الأسعار، مشيرة إلى الاضطرابات في الشحن في البحر الأحمر باعتبارها السبب الرئيسي.
وكشف الرئيس التنفيذي كين ميرفي أن هجمات الحوثيين في المنطقة، والتي أثارتها الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على أهدافهم في اليمن، لا تؤدي إلى إطالة أوقات الشحن فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى زيادة التكاليف.
أزمة البحر الأحمر
وتشكل أزمة البحر الأحمر المتصاعدة، نتيجة الصراع المستمر في اليمن، تهديدا جديدا لسلاسل التوريد العالمية الهشة بالفعل.
لقد تسببت الجائحة وعمليات الإغلاق الإقليمية بالفعل في إحداث فوضى عارمة في الحركة الدقيقة للتجارة الدولية، وقد تكون هذه الطبقة الجديدة من عدم اليقين بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
تفاصيل الأزمة وتحليل الخبراء:
ويحذر الاقتصاديون من أن البحر الأحمر، وهو شريان حيوي يحمل 13٪ من التجارة العالمية (881 مليار دولار أمريكي سنويًا)، أصبح على حافة الجمود.
وتعبر مياهها يوميا نحو 23 ألف ناقلة، تمثل 30% من حركة الحاويات العالمية و40% من التجارة بين آسيا وأوروبا.
ويصل اعتماد أوروبا على الطاقة إلى الممر إلى 60%، في حين تعتمد عليه أمريكا في 25% من احتياجاتها.
ويرسم موقع “أكسيوس”، وهو موقع أمريكي بارز، صورة قاتمة: “تتفاقم الاضطرابات في البحر الأحمر، مما قد يؤدي إلى خلق اختناقات جديدة في سلسلة التوريد العالمية المتوترة بالفعل”.
مخاوف الدكتور فواز العلمي
ويتوقع خبراء مثل الدكتور فواز العلمي، خبير التجارة الدولية السعودي، أن الاضطرابات ستؤدي حتما إلى تراجع النقل البحري عبر هذا الممر الحيوي.
ويرسم العلمي صورة صارخة: فالبحر الأحمر لا يحمل 10% من نفط العالم و8% من غازه الطبيعي المسال فحسب، بل يعمل أيضا كقناة حيوية لخمسين مليون طن من السلع الزراعية وعدد لا يحصى من سلاسل التوريد الأخرى.
وفي حال توقفها فإنها قد تسبب مشكلة كبيرة في المستقبل قد تدفع أسعار المنتجات في دول العالم إلى الارتفاع.
ولعل تحذير تيسكو هو مجرد الهزة الأولى لزلزال الأسعار المحتمل، إن البحر الأحمر، الذي كان ذات يوم شريطاً سلساً للتجارة.
أصبح الآن يختنق بشبح الصراع وعدم اليقين، ويحبس العالم أنفاسه ويراقب بينما أصبح شريان حياته الاقتصادي على المحك.
طالع: وفد سعودي يغزو الأسواق العراقية لتعزيز صادرات المملكة بالعراق.. تفاصيل