يمنى شري: رحيل مبكر وإرث إعلامي حافل

بعد وفاتها، تصدر اسم الإعلامية اللبنانية يمنى شري محركات البحث، وسط حالة من الفضول لمعرفة تفاصيل حياتها الشخصية ومسيرتها المهنية الحافلة. رحلت يمنى عن عالمنا في 18 سبتمبر 2025 عن عمر يناهز الخامسة والخمسين، بعد صراع مع المرض، تاركةً خلفها إرثًا إعلاميًا كبيرًا ومسيرة زاخرة بالعطاء.
حياتها الشخصية: من هي يمنى شري؟
ولدت يمنى محمد شري في 1 يناير 1970، ونشأت في أسرة أكاديمية، حيث كان والدها أستاذًا للتاريخ ووالدتها أستاذة للأدب العربي. هذا المناخ الثقافي انعكس على مسيرتها التعليمية، إذ حصلت على شهادة في الأدب الفرنسي، ثم تخصصت في الإذاعة والتلفزيون بالجامعة اللبنانية.
وعن حياتها الشخصية، كشفت يمنى في لقاء تلفزيوني عام 2020 أنها لم تتزوج طوال حياتها، مؤكدة أنها كانت تبحث عن “فارس أحلامها” الذي يمتلك حس المسؤولية ويقدر قيمة الأسرة والأطفال. وأوضحت أنها لم تجد هذا الشخص، ما جعلها تفضل العزوبية. أما عن ديانتها، فقد ذكرت المصادر أنها كانت مسلمة.
مسيرتها المهنية: رحلة من الإذاعة إلى التلفزيون
بدأت يمنى شري مسيرتها الإعلامية في سن مبكرة، حيث عملت في إذاعة “صوت الشعب” وهي في السابعة عشرة من عمرها، وقدمت نشرات أخبار باللغة الفرنسية. في عام 1995، انتقلت إلى “تلفزيون المستقبل” لتقدم برامج فنية متنوعة مثل “حاضر يا ماض” و”الليل المفتوح”، الذي استضافت فيه أبرز النجوم العرب. كما تنوعت إطلالاتها في برامج أخرى مثل “طل القمر” و”ليل وقمر ونجوم”.
لم تقتصر مسيرتها على التلفزيون والإذاعة، بل خاضت تجربة الصحافة المكتوبة عبر مجلة “ليالينا”، وشاركت في تغطية العديد من المهرجانات الفنية العربية الكبرى في دول مثل الكويت، الإمارات، الأردن، مصر، وسوريا. بعد خلافات مع إدارة تلفزيون المستقبل، قدمت يمنى استقالتها وانتقلت إلى الكويت، حيث قدمت برنامج “هلا يمنى” عبر تلفزيون الكويت وتجربة إذاعية في محطة “مارينا أف أم”. عادت لاحقًا إلى لبنان لتقدم برنامج “ليالي المدينة” على قناة NBN، ثم انتقلت إلى قناة “الآن” قبل أن تهاجر إلى كندا مع عائلتها.
وفاتها: صراع مع المرض
في سنواتها الأخيرة، واجهت يمنى شري صراعًا مع مرض سرطان الرئة الذي اكتشفته بعد انتقالها إلى كندا. ورغم خضوعها للعلاج، تدهورت حالتها الصحية بعد إصابتها بجلطة دماغية، لتتوفى في أحد مستشفيات كندا، تاركةً خلفها إرثًا من المحبة والاحترام في قلوب جمهورها العربي.