اقتصاد

روسيا تتجه نحو الصين.. اليوان يحتل مركز الصدارة في استراتيجية الاحتياطي بعد العقوبات!

موسكو، روسيا – يكشف تقرير جديد صادر عن البنك المركزي الروسي عن تحول كبير في استراتيجية العملة الاحتياطية في البلاد.

وبعد عامين من فرض العقوبات الغربية على أوكرانيا بسبب الحرب، تجد روسيا نفسها تعتمد بشكل كبير على اليوان الصيني في احتياطياتها الدولية.

الخيارات المحدودة تملي اتجاهًا جديدًا

ويعترف التقرير، الذي صدر يوم الجمعة، بعدم وجود بدائل مناسبة، تعتبر الأدوات المالية التي تقدمها الدول التي تعتبر “صديقة” لروسيا محفوفة بالمخاطر للغاية بسبب عوامل مثل أسعار الصرف المتقلبة، ومحدودية سيولة السوق، والقيود على حركة رأس المال.

هذه القيود، وفقا للتقرير، “تحدد سلفا الدور الرئيسي لليوان الصيني في تكوين الأصول الاحتياطية”.

الصين: شريان الحياة في مواجهة العقوبات!

ويعكس هذا الاعتماد المتزايد على اليوان محور روسيا الاستراتيجي تجاه آسيا في أعقاب العقوبات.

وقد أثبتت الجهود التي بذلها الرئيس بوتين لإعادة توجيه التجارة بعيداً عن أوروبا ونحو الصين أهميتها في تخفيف الأثر الاقتصادي للعقوبات.

وإلى جانب زيادة الإنفاق الحكومي، لعبت التجارة مع الصين دورا حيويا في الحفاظ على الاقتصاد الروسي واقفا على قدميه.

صعود اليوان: تحول عالمي

ويسلط التقرير الضوء أيضًا على الأهمية الدولية المتزايدة لليوان والزيادة الكبيرة في سيولته في السنوات الأخيرة.

وبلغ هذا الاتجاه ذروته بتجاوز اليوان للدولار الأمريكي باعتباره العملة الأكثر تداولا في روسيا العام الماضي، مما يمثل تحولا جذريا عن أوقات ما قبل الحرب عندما كان حجم تداول اليوان لا يكاد يذكر.

الاحتياطيات تتلقى ضربة.. لكن المعارك القانونية مستمرة

وعلى الرغم من التحول الاستراتيجي، فقد انخفضت الاحتياطيات الدولية لروسيا بنحو 40 مليار دولار خلال عامين من الحرب الماضيتين، لتبلغ 590.1 مليار دولار حتى 22 مارس 2024.

ويشمل هذا الرقم مبلغًا مذهلاً قدره 300 مليار دولار جمدته الدول الغربية، ومع ذلك، يحتفظ البنك المركزي بحقوق ملكيته لهذه الأصول ويعمل بنشاط على حمايتها.

عصر جديد لاحتياطيات روسيا:

ويشكل الاعتماد على اليوان فصلاً جديداً في استراتيجية إدارة الاحتياطيات الروسية.

ورغم أن العواقب الطويلة الأجل المترتبة على هذا التحول لا تزال غير واضحة، فإن التقرير يسلط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الصين الآن في دعم الاقتصاد الروسي في مشهد جيوسياسي معقد.

طالع أيضاً: على الرغم من الحرب والعقوبات.. الاقتصاد الروسي ينمو والديون الخارجية تتراجع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *